كاش جديد ؟؟؟
إن وجدت صفات تميز الجزائري عن غيره فلا جدال بأن طرح السؤال " كاش جديد ؟؟؟ " يعد إحداى هذه الصفات، و الغريب في الأمر هو مساهمة هذا السؤال في نشر المعلومات و الأخبار بطريقة سريعة عجزت وسائل الإتصال المتطورة من إدراكها، فبمجرد أن يعرف أحدنا خبراً جديداً حتى يتشاركه مع غيره ... طبعاً بطرح سؤال سحري هو " كاش جديد ؟؟؟ "
هناك نكتة مشهورة مضمونها أن الرئيس الأمريكي جاء إلى الجزائر متخفياً ليتأكد من معلومة سمعها بأن الجزائريين هم أسرع الناس في معرفة الأخبار الجديدة، و انتهت بطرح الرئيس الأمريكي للسؤال " كاش جديد ؟؟؟ " على إحدى الجزائريين الذين صادفهم أثناء تجوله، فما تردد الجزائري بالإجابة قائلاً: (ما كان حتى جديد، بصح سمعت بلي أوباما اليوم راه هنا في الجزائر).
هذه النكتة تضمنت قصة ليست من نسج الخيال و لا من رؤى الأحلام، بل هي تحكي الواقع الذي نلتمسه كل يوم، " كاش جديد ؟؟؟ " عبارة أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياة الجزائري، فمتى التقى بأبيه، أمه، أخيه، أخته، عمه، عمته، خاله، خالته، صديقه، جاره، زميله ... إلا و طرح هذا السؤال الذي أصبح مرشحاً ليؤخذ مكان عبارة ( السلام عليكم) في بداية الحوار، و الأكيد أنه في أغلب الأحيان سيجد إجابة تستوفي الشرط الأهم و هي وجود الخبر الجديد.
لهذا لا يمكن أن نستغرب من اطلاع الجزائريين على كل صغيرة و كبيرة في مجتمعهم بقدر ما نستغربه من استنساخ صيغ أخرى لهذا السؤال، منها " كاش ما كاين ؟ "، "كاش ما بان لك ؟"، " واش تحكي ؟ "، فيتعدى الأمر إلى معرفة أخبار الدول الأخرى بتفاصيل دقيقة قد تكون بأكثر من رواية نظراً لكثرة (وكالات الأنباء) عندنا، التي تمنح الأخبار بأسعار مجانية لحظة الحصول عليها، و عليه لم تعد متابعة القنوات و النشرات الإخبارية شيئاً ضرورياً بالنسبة لنا طالما أننا أول من يصل لمصدر الخبر ... طبعا الفضل يعود للسؤال " كاش جديد ؟؟؟ "