I/ مظاهرات 11 ديسمبر 1960 :
الى غاية 1960 كان ديغول يعتقد أن بإمكان فرنسا أن تحقق نصرا عسكريا وكانت سياسته تستند الى هذا الاعتقاد ولكنه أمام الانتصارات التي حققتها جبهة التحرير وجيش التحرير الوطني اقتنع أن طريق النصر أصبح مسدودا وقد لمس هذه الحقيقة عندما زرا الجزائر في ديسمبر 1960 لشرح سياسته الجيدة فاستقبله الجزائريين يحملون العلم الجزائري وينادون بشعارات الجبهة فيما عرف بمظاهرات 11/12/1960 وتعود أسباب هذه المظاهرات الى :-
1.- التعبير عن مدى تمثيل جبهة التحرير الوطني للشعب الجزائري والتعبير عن تزكية قيادة هذه الجبهة وتوجيهاتها السياسية التي كانت تصدرها للشعب الجزائري.
2.- الرد الفعلي والعنيف على المتطرفين الأوربيين الذي نظموا يوم 09/12/1960 مظاهرات كان الهدف منها تهيئة الظروف لانقلاب عسكري وذلك بإثارة حوادث واصطدامات تحمل الجيش على التدخل.
3.- لاسعي لإفشال القوة الثالثة التي حاول الجنرال ديغول تكوينها من الحركة والقومية للتفاوض معها وبالتالي إنكار وجود جبهة التحرير الوطني.
4.- إن استقرار الأوضاع في الجزائر والتحكم في زمام الأمور حسب ما يدعي جيش الإحتلال فكرة خاطئة وأن التقارير التي تقدم لديغول مزيفة لا تعبر عن الحقيقة.
وكانت لهذه المظاهرات نتائجه الايجابية خاصة بعد أن اتسعت رفعتاها ليجبر ديغول على التصريح : " إن هذا الوضع لا يمكن أن يجلب لبلادنا سوى الخيبة والمآسي وأنه حان الوقت للخلاص منه " وجلوسه الى طاولة المفاوضات والاعتراف بجيش وجبهة التحرير الوطني كممثل وحيد وشرعي للشعب الجزائري.
أثار هذا الموقف استياء الجنرالات الفرنسيين في الجزائر (راؤول سلان، ادموند جوهر، موريس شارل، أندري زيلر) الذين قاموا بمحاولة انقلاب ضد ديغول وذلك يوم 22/04/1961 إلا أنه باء بالفشل.
واعترفت هيئة الأمم المتحدة بحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره في 19/12/1960.