:rendطبيعة الفلسفة الإسلامية
لقد بدات الفلسفة الإسلامية بداية منهجية , إذ تأثرت كثيرا لأول عهدها بالفلسفة اليونانية , ولكنها - وبمرور الزمن - تأصلت على أيدي فلاسفة الإسلام , ولقد لعب الفلاسفة الأوائل الدور الأكبر في عملية التأصيل هذه . فالكندي ,مثلا عارض رأي أرسطو -أن العالم قديم , وأعطى أدلة ذات وزن منطقي كبير -ان العالم حادث . وعبّر بذلك عن وجهة النظر الإسلامية التي تقول بنظرية الخلق من عدم .
والفارابي استطاع أن يعرب المنطق تعريبا كاملاًوغيّر وبدّل في ديباجة أرسطو المنطقية , فأسقط الأسماء اليونانية وبدل الأمثال باخريات عربية . كما قام الفارابي بعملية تنقيح واسعة فأسقط بعض الفقرات التي لم ير فيها فائدة واستطرد في اخريات لأنه رأى أن ماجاء في النص الأرسطي الأصلي لا يفي بالغرض . وأما ابن سينا - الذي يتهم بالزندقة - فقد كان تلميذا للفارابي -كما اعترف هو صرّاحة بذلك - وسار على دربه في التعريب والتأصيل ولكنه ذهب إلى أبعد ما ذهب إليه الفارابي , وأدخل نظرية المعرفة القرآنية برمتها في صلب المنطق - ذلك المنطق الذي ابتدعه وسماه (المنطق المشرقي ) الذي أودع فيه الحق الصراح الذي "لاجمجمة فيه " حسب تعبيره . ولم يكتف ابن سينا بذلك , ولكنه في رسالته المتأخرة - نظرية المعرفة الإسلامية التي أخذها الإمام الغزالي فيما بعد , لم يسبق إليها ...... وهي أمر مدهش أن يضع ابن سينا -الذي لم يعرف بالتصوف من ناحية سلوكية عملية الأسس العقلية والتبرير المنطقي لنظرية المرفة اللدنية القلبية , التي طورها الإمام الغزالي فيما بعد , وذهب بها إلى نهايتها المنطقية فيما يعرف بالفلسفة لنورانية الذوقية (أي القلبية ). (1). وبالطبع فإن الغزالي أوصل عملية تأصيل الفلسفة إلى نهايتها المنطقية في الدراسات الإسلامية وفي علم الكلام ( علم العقائد ) وكذلك أدخله , بصورة مكثفة , في علم أصول الفقه ( المستصفى في أصول الفقه ) بل إن الغزالي ذهب إلى أبعد من ذلك بكثير , إذ أنه استخرج المنطق برمته من القرآن الكريم ( الغزالي : القسطاس المستقيم ) .كما بينا ذلك في دراسات مستقلة .(2). ومهما يكن من شئ , فإن الدكتور مصطفى عبد الرازق -أول استاذ مصري للفلسفة الإسلامية , عندما صرح أن الفلسفة الإسلامية الحقة هي : علم الكلام (علم العقائد ) زائدا علم أصول الفقه ..وجاء الدكتور على سامي النشار وكتب أساليب البحث العلمي عند علماء الإسلام , فأدخل علم المناهج الإسلامية ضمن إطار الفلسفة الإسلامية ...ومن بعد ذلك ساهمت كتابات الدكتور العلامة عفيفي -أستاذ التصوف في جامعة الاسكندرية في إدخال التصوف ضمن الخارطة الأكاديمية للفلسفة الإسلامية , ضمن تصور معاصر متجدد , هي على النحو التالي :
4-الخارطة العلمية المعاصرة للفلسفة الإسلامية :-
أولا: هنالك الفلسفة الإسلامية المنهجية والمتأثرة باليونان , ورموزها هم :
الكندي - الفارابي - ابن سينا - ابن رشد .
ثانيا: هنالك علم المناهج الإسلامي .
ثالثا : علم العقائد أو علم الكلام .
رابعا : التصوف الإسلامي ونظرية المعرفة الإسلامية .
خامسا : علم أصول الفقه .
سادسا : الفلسفة القرآنية ( أساليب الحجاج في القرآن الكريم ) .
سابعا : مفهوم الإنسان في الإسلام .
ثامنا : أسلمة العلوم ( أو نظرية إسلامية المعرفة )
eer: